من خير ما نذكّر به فى هذه الأيام التى تطاول فيها اليهود على المسلمين
ومقدساتهم، أن يتعود المسلمون العودة إلى تاريخهم ، واستحضار ماضيهم ، وأنه مهما
استكبر اليهود فى الأرض ، واستندوا إلى القوة المادية فإنهم وكل من يشايعهم فى
قبضة الله القوى الجبار ، الذى قال فى محكم كتابه : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا
الْمُرْسَلِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات:171-173)
وفى أيام المولد النبوى الشريف تحلق بنا الذكريات حول هذه السيرة : فهى الزاد
النافع للدعاة والمجاهدين ، تقوى عزائمهم وتعينهم على مواصلة الطريق ، خاصة حين
يرون الجهود المتواصلة العظيمة والدماء الغالية العزيزة التى بذلت لإعزاز هذا الدين ،
ورفع راية رب العالمين ، إن السيرة معجزة من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم
وآية من آيات نبوته .
فلننكب لدراسة سيرة خير البشر ونتأس بهم وليكونوا هم شعارنا في كل ما نقوم به
في خدمة هذا الدين فلتكن أقولنا افعالا .
فليس الحب دعوى باللسان وإلاَّ لادَّعاه كلُّ أحد، قال الحسن
البصري: قال قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد إنّا نحبُّ ربنا، فأنزل
الله عز وجل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ?للَّهَ فَ?تَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ?للَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل
عمران:31] فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عَلَمًا لحبه، وعذاب من خالفه